ازاى نواجه الملل في الحياة الزوجية
كتبت _ ريهام عبدالرحمن
استشاري الصحة النفسية والارشاد الأسرى والتطوير الذاتي
الحياة الزوجية حياة قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك بين الزوجين، فكلا منهم سكن للآخر. يلوذ إليه فلا يجد سوى الاحتواء والتقدير.....
لكن ومع متطلبات الحياة الصعبة تبدأ المشكلات تعرف طريقها لهذا السكن وأول هذه المشكلات هو الجفاء العاطفي بين الزوجين؛والتى يفسرها كثير من الأزواج بأن السبب الرئيسي فيها هي سنوات الزواج الطويلة !!
ولكنها ليست سبب مقنعا!!
بل الروتين وعدم التجديد هم الأسباب الحقيقية..
يقول روبين شارما:-
" ما لم يتجدد يتجمد والجمود هو الموت "
ولذلك فالروتين اليومي الغير متجدد هو السبب الأول في البرود العاطفي والحياة الزوجية المملة.
ايضا الصمت الطويل بين الزوجين والأفعال والأقوال الخالية من المشاعر والحب
《 البخل العاطفي 》الذي يؤدى بدوره للجفاء العاطفي والمشاكل الزوجية،وأحيانا يكون هذا البخل نتيجة أسباب يعاني الرجل منها خاصة عندما يتقاعد عن العمل فلا يجد الاحتواء من جانب أسرته، أو وصول الزوجة لسن معين تشعر من خلاله أنها أصبحت بلا قيمة في حياة زوجها وكلاهما يحتاج للدعم والمساندة من قبل بعضهما .
ومما لاشك فيه أن التربية الاجتماعية الخالية من العاطفة والمشاعر والتى ينشأ عنها زوج وزوجة لايستطيع كلا منهم توصيل مشاعر الحب والمودة للطرف الآخر فيبدأ الجفاء العاطفي يتسرب لمشاعر الزوجين كالجمرة الخبيثة التى تقضي على عمر الحياة الزوجية وسعادتها.
ليس ذلك فقط بل أحيانا تكون هناك ممارسات خاطئة من قبل الأزواج كجعل غرفة النوم مكان للتحدث عن المشكلات اليومية سواء كانت اقتصادية ،اجتماعية،أو مشاكل العمل فربط غرفة النوم وفراش الزوجية بالحديث عن المشكلات سيجعل الزوج ينفر من زوجته ويحدث الارتباط الشرطى السلبي بهذا المكان..
ولكي تعود طاقة الحب والسعادة بين الزوجين عليكم بالحفاظ على مشاعر الحب والرومانسية في التعامل بينكم ،ولنا في السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها خير مثال عل ذلك فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدير الكوب ويشرب مكانها،وليس ذلك بالمستغرب عن أهل بيت النبوة ففي هذا الموقف البسيط دلاله على احترام النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته السيدة عائشة وتقديره لمشاعرها ورغبته في إسعادها فاللطف والرفق والرحمة من دعائم الحياة الزوجية التى يسودها الحب والتفاهم بين الزوجين..
ايضا فأخذ اجازة يستعيد بها الزوجين نشاطهم تساعدهم في التغلب على روتين الحياة الممل،والقضاء على الجمود العاطفي من خلال السفر واكتشاف أماكن جديدة ...
ووسط دوامة الحياة الصعبة قد تهمل الزوجة الاهتمام بمظهرها وكذلك الزوج؛ لذلك فالاهتمام بالمظهر من المتطلبات الضرورية للتغلب على الجفاء العاطفي،وذلك لانه يشعر الطرف الآخر أنه شخص مهم فى حياتك يراك كل يوم بصورة جديدة ...
واخيرا فلنسأل انفسنا هل سعادة أبنائنا وسعادتنا تستحق هذه المجاهدة من أجل حياة أفضل ؟؟؟؟
تعليقات
إرسال تعليق