"ما هذا الصوت "
كتبة _ داليا السبع
صوت رعد، وبرق ،والمطر يطرق نوافذ البيوت، مهرولة أسير في أزقة موحلة، عيناي تنتفضان من هول المشهد. في انعكاسات المصابيح الخافتة أكاد أسمع قرع نبضي، أرى لهيب أنفاسي. أسير مثل طفلة ضلت طريق بيتها فابتلعتها أزقة الأحياء ،ملتوية كأفعى يخترق فحيحها كل الأرجاء، أمد بصري صوب المدى،لا أرَ ! كأنني أصبت بالعجز .
أبخرة تتصاعد من فتحات المجارير المتناثرة هناك وكلي يرتجف.
أنظر بعين اليأس أصرخ أصارع نفسي، هل مازال هناك الإنسان الضمير؟!
أم مات في زمن النمرود؟! هل لا تزال أبواب الرحمة في القلوب بلا أقفال ؟! أرَى الشِراك، والأصفاد وشواهد عيان محنطة زُرعت على جانبي الطريق ما هذا الصوت؟! هل هو صوت أنفاسي أم ذلك النداء الخفي لقدر غير معلوم ، جاء ليعلن نهايتي؟!
الفرار ممنوع..
القرار ممنوع..
الإرادة لم تعد قادرة على النهوض!
والنفس المطمئنة تصارع وحشاً من مجهول، أقع أرضا وأنهض فيضيع حذائي، أقع مرة أخرى وأنهض ويضيع وشاحي، أتمسك بثيابي التي باتت متسخة، ضفائري يبللها نزف غريب لا اعلم من أين جاء وكأني أوشك على الغرق.
فاض دمع الكبرياء المنسكب من شلالات عيون "شرقية"
صوت زمجرة هناك.، وصافرات غاضبة مدوية مؤذية ايقظت أشباح الطريق، الشهيد منها والجريح .
أمسكوها... تلك "الفدائية "
ياويلي هل هذا صراخ النهاية ؟!
البيوت مغلقة أبوابها، الدروب غيرت عناوينها، الشرود ،وغصن الزيتون المعلق بسلاسل أصابها الصدأ ،تمثال الصمود المكسورة أنفه! أتساقط من نفسي لا لا.. سأغمض عيني التقط أنفاسي، تعبت أقدامي من الهرولة هروبا ،دماء تسيل من روحي الجريحة بات الجناح مكسورا، أرَى في دقائق غفوتي عينُ" مريم " تبكي على مأذنة قبلتي الأولى!
أفيق ويزداد وقع القلب وصوت النبض معزوفة أنين ولحن تأبين جثمان خفي ، آهة تخرج من بئر عميقة
تخرج فتجرح بلا هوادة، أين قلادتي؟ مفتاح السلام الضائع منذ زمن أين بردية الكنز المدفون ؟ البيوت مغلقة تبكي والخوف أقفال "معلقة فلن يجيرك بشر اليوم يا "شرقية " ينبش الوقت المجنون حالي يفطر الغد نابضا يقارع سطوة آت بنبوءة جديدة اتبعثر دون تمهيد، فمتى تجمعني بدايات الطريق من جديد ،تطرحني الأرض نبتا يبكي رماد الأحلام، وسم ماء تلوث بعاصفة شرور ،أين معجزة السماء الهاطلة من غيوم المستحيل ،تطوي الريح الشرود، تنزوي العهود بين دفتي السكون والصمت المزعوم ،يصلب الروح منذ لحظة التكوين، ميلاد حزين جفاف رحيم وجمرة صبر اغتسلت من دمع الليل أين أمل النجاة المختنق، أقدار تسفك الأنفاس جبروت حياة بين قمة وقاع وطواغيت وحل إلى زوال العقل غارق بسواد الحقيقة لا أكثر .
تعليقات
إرسال تعليق