صرخة من أعماق امرأة
بقلم سهير صقر
سأتحدث اليوم عن العمود الفقري للأسرة المصرية بل العمود الفقري للمجتمع بأكمله ألا وهو المراة .
وحين نتحدث عن المرأة فلا تكفينا كلمات وحروف اللغة العربية بأكملها بل كلمات وحروف كل اللغات .
ولكني اليوم سأتحدث عن أمر هام شغل اهتمام الكثير منا وأصبح منتشرا في الآونة الأخيرة ألا وهو العنف ضد المرأة .
فعزيزي الرجل أرجو ألا تتهمني بالعنصرية وعدم الحيادية والتحيز لبني جنسي عذرا فأنا امراة أفكر وأتحدث وأصرخ بلسان كل امرأة لعل صوتي يصل لكل الآذان التي صمت ولكل القلوب التي تحجرت , آملة أن تتغير أفكار وسلوكيات أدت إلي هلاك نصف المجتمع ألا وهي المرأة .
فالعنف ضد المرأة هو أبشع صور الانتهاك لحقوق الإنسان, فالعنف ضد المرأة قد أطال كل الشرائح من النساء سواء كانت متزوجة أو مطلقة ,أرملة او عازبة ,طفلة , مراهقة أو حتي مسنة ,متعلمة أو أمية ,عاملة أو غير عاملة , غنية أو فقيرة . فالمرأة تتعرض للعنف من الطرف الأقوي قد يكون الأب أو الزوج أو حتي الابن .
والعنف ضد المرأة ليس أمرا مستحدثا أو جديدا بل له باع وتاريخ طويل فهو لم يقتصر عل زمان دون زمان أو مجتمع دون آخر بل يوجد في كل الأمكنة وفي كل الأزمنة وفي جميع طبقات المجتمع غنية أو فقيرة , شرقية أو غربية , فهو مرتبط بوجود الإنسان وعلاقة الرجل بالمرأة , ومن المؤسف أن تكون نسبة العنف ضد المرأة هي نسبة ١ إلي ٣ لكل امرأة كما أشارت منظمة العفو الدولية وتشير هذه النسبة إلي خطورة كبيرة جدا أطاحت بكل المجتمعات .
فالعنف ضد المرأة هو كل فكر وفعل وسلوك موجه عمدا إلي المرأة يسبب لها الإيذاء النفسي والجسدي والجنسي ,فالضرب والقسوة والشدة عنف , الإهانة لفظا عنف . التجاهل الإهمال وسوء المعاملة عنف, التهديد بأمنها عنف , بل الأكثر من هذا وذاك هو تكبلها بالأعباء وتخلي كل فرد عن دوره وواجبه المنوط به لتثقل هي بكل تلك الأعباء والمسؤوليات فهو عنف . ولا يخفي علينا الآثار السلبية لهذا كله من اضطرابات نفسية وجسدية أفكار ومعتقدات مشوشة ومشوهة, علاقات غير سوية مع المقربين والآخرين , شعور بالاكتئاب والرغبة في العزلة والانسحاب بل والأكثر من ذلك هو شعورها بالمهانةوالدونية وعدم التقدير لذاتها . وبعد كل هذا نطلب منها أن تؤدي واجبها كما ينبغي , فكيف لها بهذا وذاك ؟
وهنا أتوجه لكل من يمارس العنف ضد المرأة ألا تتدبرون قول الله تعالي " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " . ألا تتذكرون حديث نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم حين أوصي بهن " واستوصوا بالنساء خيرا" ألا تعلمون بأن المرأة هي نصف المجتمع بل المجتمع بأكمله فهي النصف وهي من أنجبت النصف الآخر فهي الأم والأخت والزوجة والابنة والزميلة والجارة..... أتنكرون أنها مدرسة إن اعددتها اعددت شعبا طيب الأعراق , بل هي المسؤولة عن تربية وتنشئة أجيال ومستقبل ونواة لأسر الغد . ألا تتذكرون بأن الإسلام قد كرمها وأعز من مكانتها ورفع من شأنها وأعطي لها حقوقا لتأتي أنت لتسلبها أياها !!
أليس هن مصابيح البيوت ؟ أليست هي جيشك الذي تواجه به عثرات الأيام ؟ أليست هي وهي وهي !!!
إذن فالحياة ليست للرجل بمفرده ولا للمرأة بمفردها , والعلاقة بينكما ليست بندية أو تنافسية بل هي تشاركية يشارك كل منكما الآخر , تكاملية يكمل كل منكما الآخر , حتي تستمر وتستقيم الحياة بين آدم وحوا .
وفي النهاية.......
فالمرأة في بيتها إما أن تكون حرة وملكة متوجة .......وإما أن تكون ذليلة وسجينة مقيدة . وأنت عزيزي الرجل عليك أن تختار , إما أن تكون أنت أميرها , وإما أن تكون أنت سجانها . فرفقا بها وبحالها .
وهذي كانت صرخات .... من أعماق كل امرأة .
تعليقات
إرسال تعليق